• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : كتب .
                    • الموضوع : العروبة والإسلام الجزء الثاني .

العروبة والإسلام الجزء الثاني

الفصل الثالث

الإسلام والعرب الفصل الرابع

 

ذكرنا في الفصل الأول لمحة موجزة عن الأرض العربية ومناخها وزراعتها وانقسامها إلى أراضٍ لا تخلو من خصب وأرض صحراوية لا تنبت إلا الشيح والبلّان، ثم انتقلنا في الفصل الثاني إلى سكان الجزيرة وبلاد العرب وقسمناهم قسمين متميزين: الحضر، والمدر، فالحضر سكان المدن والقرى، والمدر هم البدو الرُّحَّل الذين يقضون حياتهم متنقلين من مكان إلى آخر طلباً للرعي وبعض الماء، واشتغل الحضر بالتجارة واعتبروها أعلى عمل وأرقاه، كما عملوا بالصناعة والزراعة، ولكنهم يأنفون منهما ولا يعمل فيهما إلا الفقراء والمغمورون والموالي، وكان الحضر يعيشون غالباً حياة مستقرّة فيها من الغنى الكثير، بينما يعيش البدو الرحل على ما تنتجه مواشيهم من لبن ومشتقاته ومن لحوم، ويقدمون إلى المواسم لبيع ما لديهم من مشتقات اللبن وأصواف الأغنام والإبل، وكثيراً ما كانت هذه المواسم معرضاً رائعاً يعرض فيه الشعراء شعرهم، والخطباء ما لذَّ وطاب من خطبٍٍ تماشي الشعر في كثير من الأحيان، ومن أسواقهم عكاظ ومجنة وغيرهما حيث يختلط الفن الرفيع بالتجارة والبيع والشراء، وكان عكاظ أشهر هذه الأسواق. وكان الشعر ديوان العرب، حتى قال عمر بن الخطاب W : لا تترك العرب الشعر حتى تترك الإبل الحنين، وهذا يعني أن العربيّ لن يترك شعره أبداً كما أن النوق لن تترك حنينها أبداً.

والآن وقد ذكرنا ما قلَّ ودلَّ عن أرض العرب والذين يقطنونها وعن عاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم ننتقل في هذا الفصل إلى الحديث عن الإسلام الذي نشأ في أمِّ القرى (مكة) وقوي وعزَّ جانبه في يثرب.

ولد رسول الله وخاتم رسله وأنبيائه دعوة أبيه إبراهيم الخليل وبشارة عيسى ابن مريم، من أبٍ هاشمي قرشي وأمّ زهريَّة قرشية بأمّ القرى مكة المكرَّمة فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب وينتهي نسبه الشريف إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن J ، أما أمه فآمنة بنت وهب الزهرية القرشية.

توفي والده قبل أن يولد عليه الصلاة والسلام، وتوفيت أمه وهو ابن ست سنين فكفله جده عبد المطلب، وتوفي جدُّه ومحمد ابن ثمان فكفله عمه أبو طالب، ولما بلغ الخامسة والعشرين تزوج خديجة وأنجبت له أولاده كلهم إلا إبراهيم فأمه مارية القبطية.

ونزل عليه الروح الأمين جبريل بأمر الله سبحانه وتعالى ليبلغه بأنه نبيُّ هذه الأمة وجميع أمم الأرض.

وكان أول ما أنزل عليه من القرآن الكريم العلق: 1-5[ وتميز رسول الله طول حياته قبل النبوة وبعدها بحسن الخلق يحترم الكبير ويعطف على الصغير ولا يؤذي أحداً بقول أو فعل حتى اشتهر في مكة بالأمين وصار القرشيون إذا أقبل قالوا جاء الأمين، وإذا مضى قالوا ذهب الأمين، ونال حبَّهم واحترامهم.

ولما جهر بدعوته وأسلم من أسلم خاف بعض الزعماء على مراكزهم فكادوا له كيداً عظيماً، وألحقوا بمن أسلم أذًى شديداً فاضطر كثير منهم إلى الهجرة إلى الحبشة حيث وجدوا عند ملكها النجاشي (أصحمة) الرأفة والرفق والمعاملة الحسنة.

واشتد أذى قريش للنبيّ، وكان يردد دائماً: اللهمَّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، وهبط من السماء ملك الجبال بأمر الله سبحانه، وجاء محمداً C وعرض عليه أن يقلب جبال مكة على أهلها فيفنيهم ويدكّها فكان جواب رسول الله: لا.. إني لأرجو أن يؤمنوا أو يؤمن أبناؤهم. ويا له من موقف نبيٍّ رحيم بقومه يأمل الخير لهم في حلكة جورهم وتصرفاتهم الرعناء.

وكانت بيعة العقبة بين رسول الله C ، وعرب المدينة المنورة (الأوس والخزرج) وبايعوه على أن يحفظوه مما يحفظون نساءهم وبدأ عزُّ الإسلام وانتصار الحق وزهوق الباطل، وكانت مقدمة لإسلام البلاد العربية، ثم انتشاره في المعمورة كلها.

وعلم زعماء قريش ببيعة العقبة فضيَّقو


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=184
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2007 / 12 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28