• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : قسم الفيديو .
                    • الموضوع : البند 1 من وثيقة مكة البشر متساوون في إنسانيتهم وهم من أصل واحد .

البند 1 من وثيقة مكة البشر متساوون في إنسانيتهم وهم من أصل واحد

في سبيل السير على الدرب والنهج  الذي شرع به علماء الأمة الإسلامية  في إنجازهم لوثيقة مکة المكرمة فإننا وجدنا من الواجب التشرف بالقيام بشرح بنود هذه الوثيقة المبارکة کي تستفيد الإنسانية منها لفهم واستيعاب کامل لهذه البنود  ومن الله تعالى التوفيق

جاء في البند الأول  بأن البشر على اختلاف مکوناتهم ينتمون إلى أصل واحد  وهم متساوون في إنسانيتهم  وفي ذلك يقول تعالى :(يا أيها الناس اتقوا ربکم الذي خلقکم من نفس واحدة  وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا کثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله کان عليکم رقيبا)  ومن هنا فإن التکريم الإلهي هو لكل البشر   (ولقد کرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على کثير ممن خلقنا تفضيلا)

وثيقة مکة المكرمة وفي بندها الأول وبمنتهى الشفافية تؤكد کيف قام الإسلام من الأساس على مبدأ المساواة بين البشر  دون التفاضل بينهم لأسباب تعود للعرق أو ما شابه إلّا بالتقوىفلا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى وكلكم سواسية كاسنان المشط  وهذا سر عالمية الإسلام  کونه لا يقبل الانطواء على نفسه والانعزال عن العالم ذلك أنه رغم انبعاثه من شبه الجزيرة العربية  غير أن الله قد خص البشرية كاملة به  وإن الرسول الأکرم "صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم" وفي بداية الدعوة الإسلامية  لم يناد يا أهل مکة أو يا أهل الحجاز أو يا عرب  بل إن نداءه کان عامّا عندما نادى أيها الناس  فكانت أول دعوته للناس عامة دون تخصيص عرق أو جنس أو قبيلة أو ما شابه  وإنما جاء للبشرية جمعاء رحمة للعالمين وقد بدأ بالدعوة إلى توحيد الله عزّ وجلّ وبهذا الصدد  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم  يا أيها الناس قولوا: لا إله إلّا الله تفلحوا  

وإن عمومية النداء هنا  أو بالأحرى الخطاب الذي وجهه الرسول الأکرم للناس عامة  من دون تمييز أو تخصيص محدّد  قد جاء ليٶکد ومنذ البداية  أن الإسلام وفي خطّه ومساره العامّ  قد جاء لخير وصلاح البشرية وليس لغير ذلك

ولم يتوقف الإسلام عند حدود المساواة في عمومية دعوته للبشرية عامة  وإنما دخل في تفاصيل رسم حدود المساواة والعدالة الواضحة عندما ساوى النبي الأکرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بين الغني والفقير وبين السيد والعبد في المسجد وفي الجلوس معه  وكانوا أمامه متكافئين في الدماء والأموال والحقوق  وهو أول من ألغى التمييز العرقي  خاصة مع السود باعتبارهم أکثر الناس استضعافا في الأرض  

إن نبينا الأكرم قد أوضح للناس أنهم متساوون أمام الله بأشكالهم وأموالهم  فلا يميز الإنسان الجميل عن القبيح لأنه هو الذي خلقهم جميعا بصورهم المختلفة  ولا يميز الغني عن الفقير لأن كل الملك بيده يهب منه لمن يشاء وهو مالك الملك بل ينظر الله إلى قلوب البشرية وما تحتوي من حبّ وخير أو كره وشرّ  لأن لكلّ إنسان نفس تعرف الفجور والتقوى  يستطيع تزكيتها أو الوضع من شأنها  وكذلك ينظر الله إلى عمل كلّ إنسان  حيث ترك له حرية اختيار ما يحب من أعمال  لإعمار الكون وعبادة الله سبحانه وتعالى  وفي ذلك قال رسول الله: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم  ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم

من دون شك فإن ما قد أوردناه آنفا قد تمّ تحقيقه عمليّا  وإن التاريخ الإسلامي يروي لنا نماذج من ذلك  


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=2383
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29